يأوي هو قرب المدفأة ويحلم أن تحلم به امرأة، وتأوي هي قرب المدفأة وتحلم بأن تكون حلم رجل.. وعلى شبكات التواصل الاجتماعي يكتبان ويغرّدان بكلما...
يأوي هو قرب المدفأة ويحلم أن تحلم به امرأة، وتأوي هي قرب المدفأة وتحلم بأن تكون حلم رجل.. وعلى شبكات التواصل الاجتماعي يكتبان ويغرّدان بكلمات مُحترقة من أجل شتاء اللاجئين السوريين.. ويرفعان الدّعاء مُدبّجا وبليغا ومتضرّعا إلى الله.. وإذا فُتح النقاش حول "أطفال الثلج" سيقرآن الآراء.. تلك التي تلعن ذاك الطرف أو ذيّاك الطّرف، وتدين تخاذل العرب، وتندد بخيانة العالم و.. وقد يقرآن آراء أخرى تقول أن "أهل الوطن" أولى بمساعدات محسنيه، وأخرى تقول للطفل السوري أن أجداده صمدوا أمام أعاصير التتار بدمويتها وهمجيتها، وعليه أن يكون مثل أجداده .. ولن يقرآ بين الآراء رأيا حول كيفية إيصال غطاء إلى طفل أو قبلة حنان أو..
والأجمل أنه الثلج ذاته الذي تُنسج حوله "مدامع المُشفقين" وتُنشر صور الأطفال وهم يرتعدون خوفا ورعبا وبردا في "جحيمه"، هو ذاته الثلج الذي الذي تُنشر صورٌ حوله لـ "مباهج العاشقين" وأفراح الأطفال.. على صفحات شبكات التواصل الاجتماعي ذاتها وربما في اليوم ذاته.
أيها الطّفل السوري في شتاء الملاجىء.. أنت مُجرمٌ بحقّ الضمير العربي والذوق العربي والحسّ العربي والوعي العربي.. إنك تجبر الضمير والذوق والحسّ والوعي على ممارسة النفاق.. النفاق الحضاري الأنيق..
معذرة أيّها الطفل السوري في شتاء الملاجىء، لن أقول ما قاله شاعرٌ جزائريٌّ "ثلجك نارٌ في دمي".. ولعلي لا أجد من أقوله، فأنا كائن بشري من الصنّف الذي أشرتُ إليه أعلاه.. الصنف الذي بلغ به الإيمان أن يكتفي بدعاء الله.. وكأن الله -جلال جلاله- في خدمة العرب من الحمقى أمثالي.
تعليقات