برلمان الكرامات.. ليس تحت القبة إلا س

في وطن الشهداء الأكرمين الذين نفاخر بهم وبعددهم الذي لم يقدّمه بلد قبل الجزائر ثمنا للحرية والاستقلال.. في وطن الأولياء الصالحين الذين وهبون...

في وطن الشهداء الأكرمين الذين نفاخر بهم وبعددهم الذي لم يقدّمه بلد قبل الجزائر ثمنا للحرية والاستقلال.. في وطن الأولياء الصالحين الذين وهبونا الانتماء وثبّتوا الدين في صدور الناس وأضاءوا المسالك في ليل القرون الطويل.. في هذا الوطن، تصل (س) صاحبة الفتوحات الليلية والنهارية أيضا إلى مقام التشريع في برلمان استثنائي (يُقال أنه مجلس تأسيسي).. وأعني (س) تحديدا تلك التي أخذت مكانها بين عشرة ( 8+2) في قائمة ذلك الحزب الذي يحمل راية الأمجاد والتاريخ والبطولات.. ولو أن لـ (س) علما أو معرفة أو ثقافة لكان الأمر مقبولا، فليس للاعتبارات الأخلاقية مكان في "معتركات" السياسة.. وذاكرة البرلمان الجزائري تحفل بأسماء لا يقوى حتى "واد الكوثر" على تطهيرها من رجسها وقذارتها، ولو أن لـ (س) "رسالة" تحملها باسم فئة جزائرية لها الحق في الحياة الكريمة دون إدانة اجتماعية.. فبين العاهرات من هن أكثر شرفا من أسياد السياسة، دفعهن إلى العهر "سياسات" وأوضاع وظروف دفعت غيرهن من الجزائريين إلى أعماق الحوت أو الجنون أو احتراف الجريمة.. ولو أنصفهن الزمن لربما احتسبنا بعضهن "مجاهدات" يبذلن من لحمهن من أجل أن يطعمن أطفالا وعائلات.. لكن (س) هي بكل بساطة ممتهنة عهر وكفى، وجدت نفسها في البرلمان، لأن هناك من أراد أن "يكمل بها "القائمة" ولم يكن يصدّق أو حتى يتخيّل أن قائمته يمكنها أن تحصد عشرة من أربعة عشر مقعدا.. ولعله لا يصدّق أن (س) فازت وستجلس إلى جانبه بالصفة نفسها كي تشرّع لمستقبل أمة تُعرّف بعدد شهدائها ومقامات أوليائها الصالحين..

القضية ليست في وصول (س) إلى البرلمان وتحت مظلة حزب الكرامة والتاريخ والبطولة.. فتحت القبة راقصة وتاجر مخدرات ومسبوق و.. وتحت القبة ممن تستحي القذارة أن يكونوا بين قاذوراتها ولكنهم وصلوا.. القضية أنه ليست هناك قضية، مادام البرلمان صار ملجأ لتبييض الأعمال والإفلات من العقوبات والضرائب واصطياد الصفقات وقضاء الحاجات.. نعم ليست هناك قضية، مادام هناك من يزعم ويدّعي الشرف ويقبل أن يجلس تحت قبة واحدة جنبا إلى جنب مع كائنات بشرية لا تتشرّف الإنسانية أنهم ينتمون إليها.. ليست هناك قضية، مادام العالم يسير إلى الأمام ونحن نتقدّم إلى الخلف وقراراتنا سيصنعها المال الوسخ والناس الموبوئين وأحزاب لها تاريخ - أو هكذا تزعم- ولكنها سمحت أن يتسلل إليها ويمثّلها تحت القبة من ليس لهم علاقة بالسياسية ولا النضال ولا هموم الوطن والناس.. القضية أن البرلمان الجديد سيكون برلمان الكرامات.. كرامات (س) وباقي حروف الهجاء التي تموء وتنبح وتعوي و.. فألف مبروك لـ (س) ودام عزك يا حزب الأمجاد.. ومرحبا بالعهد الجديد الذي سيرسم ملامحه ويضع خارطة طريقه "س" وأخواتها وإخوانها (مع كامل التقدير لمن يحترم وطنه وشعبه).