في الطريق إلى موعده الغرامي دعس على صرصار فأرداه قتيلا.. وكان هذا الصرصار في الطريق إلى موعد غرامي أيضا. ثم وجد كلبين سعيدين يسيران جنبا إ...
في الطريق إلى موعده الغرامي دعس على صرصار فأرداه قتيلا.. وكان هذا الصرصار في الطريق إلى موعد غرامي أيضا. ثم وجد كلبين سعيدين يسيران جنبا إلى جنب فأمطرهما بالحجر وفرّق بينهما فمضى كلّ منهما في اتجاه.. ثم انحنى على زهرة كانت تغازل في زهرة أخرى وقطفها ليقدّمها إلى حبيبته تعبيرا عن حبّه.. ثم عطس عطسة كسرت جناح فراشة كانت ترقص منتشية وهي تغازل حبيبها. ثم بصق على الأرض فأنهى حكاية نملة كانت ذاهبة للقاء حبيبها تحت ورقة توت يابسة.
الحياة لا تضيق بمخلوقاتها و"قوانينها" فهي تسمح لكل مخلوق أن يمارس حقّه في الحب على طريقته، فمن أعطى الحق لهذا الكائن البشري بأن "يصنع" حبّه على حساب مخلوقات أخرى يتقاسم معها الحياة والكوكب، بدعوى الاحتقار أو التقزّز أو الخوف.. أو حتى النظافة؟
من لا يحترم الحياة لن يعرف ما هو الحب، ومن لا يحب الحب ذاته لن يحبّ.. نعم، أنا مع احترام حق الصراصير والفراش والنمل والأزهار والكلاب في الحب، بل أدعو الكائن البشري أن يحبهم أيضا، ويحب العقارب والأفاعي والزرزومية وبوجنيب والتبّوب والبولعلع والقصب والضفادع والبوفراططو والبوجغللو... وهذا الكل الذي يقاسمنا الكوكب والحياة.
من يقتل نملة بغير وجه حق، ويحرمها من الحق في الحياة وفي الحب، فإنه يستنزف قدرته على الحب، بل هي بداية لقتل الحب داخله.
تعليقات