نحتمي بالدين عندما تتعارض مصالحنا مع القانون، ونحتمي بالقانون عندما تتعارض أهواؤنا وشهواتنا مع الدّين.. والأمر كمن له إلهان يتفقان حينا...
نحتمي بالدين عندما تتعارض مصالحنا مع القانون، ونحتمي بالقانون عندما تتعارض أهواؤنا وشهواتنا مع الدّين.. والأمر كمن له إلهان يتفقان حينا ويختلفان أحيانا وهو يعبد الإله الذي يروقه حسب المزاج.. لكن واقع الحال أن من يحتمي بالدين لن يتورّع بكسر ما لا يقبله القانون من أمور الدّين وقد يذهب بعيدا في هذا الاتجاه إلى حدّ تسفيه القانون و"الاعتراف" به للضرورة التي تستوجبُها دواعي الحياة.. وغالبا ما يكون تسفيه القانون فيما يتعلّق بأمور القضاء والسياسة وتعادلية "الأنثى والذكر"... والنتيجة، أننا أمام "مواطن شكلا" ولكن في جوهره لا يؤمن بالمواطنة وربما الوطن بالمفاهيم القانونية.. وغالبا ما يكون انتماؤه أبعد من الجغرافية التي يسودها "القانون" الذي يُفترض أن يحكمه.. والله شديد العقاب.
وفي القابل، من يحتمي بالقانون عندما تتعارض شهواته وأهواؤه مع الدين.. فغالبا ما تنحصر مشاكله فيما يحرّمه الدين من (زنى، خمر، قرض، عمل...) ولعل هناك من يُفاخر بما يمارسه ويعتبره من مظاهر الحضارة والتّمدّن ومن الأدوات التي تمكّنه من الوصول وتحقيق الأهداف.. والنتيجة أننا أمام "مُسلم شكلا" وقد يكون ممارسا لكل الفرائض ولكن القانون يسوّغ له أن يقوم بما لا يحرّمه الدّين.. والله غفور رحيم.
ما أردتُ الوصول إليه أن جوهر الأزمات النفسية والاجتماعية والسياسية.. تكمن في الفشل المُستمر لمن يحاولون التوفيق بين ما هو ديني وبين ما هو قانوني، وأيضا في عدم قدرة من يريدون الفصل بين الدين والقانون أن "يُنتجوا" مُعتقدا أصيلا ليس فيه عناصر مُستوردة.. وبين "إن الله غفور رحيم" وبين "إن الله شديد العقاب" أضعنا الدين والقانون والمواطن والمُسلم والوطن والأمة.. أضعنا أنفسنا.
تعليقات