بعض ما نكتبه على شبكات التواصل الاجتماعي هو تأريخ لفوضى أعماقنا العاطفية والفكرية، وعندما نعيد قراءة ما كتبناه فإننا قد نخجل من أنفسنا...
بعض ما نكتبه على شبكات التواصل الاجتماعي هو تأريخ لفوضى أعماقنا العاطفية والفكرية، وعندما نعيد قراءة ما كتبناه فإننا قد نخجل من أنفسنا أو قد نشتم عطر الذين عبروا بين حروفنا بلا رجعة، أو قد نبصر ملامحنا التي أضعناها أو التي كنا نريد أن نكون عليها.. ما أنشره هو بعض من كتاباتي على حائطي الفايسبوكي التي تعاقبت عليها الفصول والمواسم وربما فيها بعض ما هو جدير بالقراءة.
لم تقل له: وماذا تقول..؟
لم يقل لها: بعض الذين يموتون في خارجنا يبقون قيد الحياة بداخلنا، وبعض الذين يموتون في داخلنا يُبقوننا قيد الموت في خارجهم.
لم تقل له: أخشى الفرح.. أكثر ممّا أخشى الوجع!
لم يقل لها: كثيرا ما يكون الفرحُ.. خادعا، ولكن الوجع.. نادرا ما يخدع.
لم تقل له: لا أحد يتعثّر بجبل.. نتعثّرُ بحجارة صغيرة بحجم أقدامنا.
لم يقل لها: بعضهم يتعثّر بظلّه.. وبعضهم يتعثّر بفوضى أعماقه.
لم تقل له: من يترك "إصدار الأحكام" للعقل وحده وفي كل الشؤون.. فهو ظالم.
لم يقل لها: للروح شؤونها التي لا يفقهها العقل.. وأحكامها أيضا.
لم تقل له: ما الذي تعنيه نسائم منعشة، وأزهار زاهية، وعصافير مُغرّدة، وسماء صافية؟
لم يقل لها: لا تعني شيئا إذا كانت أعماقنا غائمة.. ملغّمة.
لم تقل له: أحيانا، عليك أنت أن تُحدّد الأوان الذي يُحالفك فيه الحظ.
لم يقل لها: صدّقيني.. حتى الحظّ يخون حليفه وفي الأوان الذي يختاره.
لم يقل لها: لماذا يحاولون أن ينفوا أمرا.. لا يقرّون بوجوده.
لم تقل له: لأنه موجود ولكنهم يكابرون.. حتى لا يعترفون بوجوده.
لم تقل له: أما آن لحُمّى الغرور أن تصيب تواضعك؟
لم يقل لها: بلى، تُصيبني حُمّى الأريج، كلّما كنت الموضوع في حديث الزهرات..
لم تقل له: ارسمني غيمة في سماواتك واستمطرني.. أُمطرك حبّا وسلاما.
لم يقل لها: رسمتك شمسا فألهبني هجيرك..
لم تقل له: لا أدري كم من الوقت مضى.. ولم ألتق بنفسي؟
لم يقل لها: لا تدعي الافتراق يخطط لك، وسيُعلمك اللقاء بموعده..
لم تقل له: بعضهم يسعى إلى القمة، وبعضهم يسعى إلى اللقمة.. وأنت..؟
لم يقل لها: أنا أسعى.. أن أحجّ إليك.
لم يقل لها: لا صحو اليوم، ولا أمر غدا.. اليوم خمر، وغدا لا أمر
لم تقل له: وهل تبقى في العقل عقلٌ لم يسكر.. اليوم مرٌ وغدا أمرُّ
لم يقل لها: هل أنت مُقتنعة..؟
لم يقل لها: ليس مُهمّا.. المهمّ أنّني أستطيع الإقناع.
لم تقل له: أشكّ أن الديمقراطية تليق بالعرب؟
لم يقل لها: أشكّ أن العرب يقبلون "فكرة" الدولة أساسا.. ففي أعماقهم بدوٌ مهيؤون ليكون رعايا لا مواطنين.
لم تقل له: .. وهل يحتاج الأمر لمعجزة؟
لم يقل لها: يحتاج أوّلا إلى تنظيم.. وقت، عمل، أفكار، سلوك، عواطف.. المعجزات لا تطرق أبواب الفوضى.
لم تقل له: ما هي أعظم ثروة يمتلكها العرب.. خاصة؟
لم يقل لها: القرآن.. واللغة العربية، ولكنهم شعوب الله المُحتارة.. فيما يمتلكون وفيمن يمتلكهم.
لم تقل له: هل تعلم كم فورة للكسكسي حتى لا يُسبب الإسهال؟
لم يقل لها: شعوب الثورات كلها مُصابة بالإسهال.. أكيد كسكسي من الفورة الأولى هو السبب.
لم تقل له: هل تجمع الكلمات قرابةُ المعنى.. تلك التي تتشكّل من الحروف نفسها؟
لم يقل لها: طبعا، خذي حروف (ب، ر، ع) وشكّلي الكلمات الأقارب..
لم تقل له: أليس في وسعهم أن يعيشوا فوق مستوى الرفاهية دون أن يقتلوا غيرهم؟
لم يقل لها: رفاهيتهم.. أن يتعثّروا بجثث قتلاهم..
لم تقل له: هل فوق الأرض إنسان مُحصّن ضد الإغراء والغواية؟
لم يقل لها: كان في السماوات، في الجنة وقريبا من الله.. واغتر واغتوى، فكيف وهو على أرض الغوايات؟
لم تقل له: ندخل الحب.. فنصير أطفالا تدغدغ أرواحنا الكلمات والأغاني..
لم يقل لها: أو ندخل الحب.. فنصير شيوخا شكّاكين ولا نثق حتى ببراءة الأطفال
لم يقل لها: هل تمتلكين من الوعي ما يكفي لتفهميني؟
لم تقل له: ليس بما يكفي لتساعدني أن أخدع نفسي، على طريقة أمريكا وفرنسا وبريطانيا مع العرب
لم تقل له: من يعذرني؟
لم يقل لها: من يُدرك أن ظروفك تجاوزت قدرتك على الاحتمال..
لم تقل له: ليت فصاحتك في الفعل تتجاوز فصاحتك في القول.
لم يقل لها: وكيف أكون عربيا إذا حدث ما تتمنين؟
تعليقات